Admin Admin
عدد المساهمات : 609 تاريخ التسجيل : 08/07/2009
| موضوع: دبلة الخطوبة الجمعة يوليو 24, 2009 6:33 pm | |
| دبلة الخطوبة
ليلة البارحة كانت أمسية مميزة بحق، فقد طلبت مني زوجتي العزيزة اصطحابها للمجمع بغرض شراء بعض الحاجيات ومنها قنينة عطر ودبلتين لنا نسترجع فيهما ذكرى جميلة من الأيام الماضية فوافقت على الفور دون تردد.
كانت خطة زوجتي تقتضي بأن نبدأ أولاً بشراء الدبل ثم نذهب إلى محل بيع العطور لتشتري عطر مناسب لها وأخيراً نتناول طعام العشاء في أحد المطاعم الموجودة بالمجمع ومن ثم نعود إلى البيت.
دخلنا محل المجوهرات التي تريده، و اتجهت زوجتي مباشرة إلى رفوف العرض وأشارت بيدها إلى دبلة معينة وكأنها تعرفها مسبقاً وقالت أريد هذه ، أدركت حينها أن في الأمر مكيدة فأنا اعرف زوجتي جيداً فلن يكفيها أن تستخرج جميع الدبل واحدة تلو الأخرى وتبدأ بسيل من الأسئلة التي لا تنتهي عن أصل الدبلة وفصلها وتاريخ صلاحيتها وبلدا لمنشأ.
فكرت بالهرب من المحل عندما أحسست بالمكيدة ، ولكن للأسف لم أستطع ذلك، فقد كان المحل خالياً ومن السهولة ملاحظة ذلك من قبل صاحب المحل فما كان مني إلا أن اقتربت وبدئت أنظر للدبلة التي هالني شكلها فقد كانت أقرب للأسوارة منها للدبلة، وقلت للبائع بكم هذه، فقال لي بعد أن أحضر الآلة الحاسبة وأخذ يضرب الأخماس بالأسداس بأن سعرها 1450 ريال فقط، طبعا كلمة "فقط أغاضتني كثيراً وما زاد الطين بله أن صاحب المحل قال لي أن زوجتي قد اختارت أكبر الدبل الموجودة وأثقلها بالمحل.
حاولت أن أتجاهل ما حدث وأجعل الأمر قدر الإمكان يبدو طبيعياً، فرسمت على محاياي ابتسامة مصطنعة ووجهت كلامي مخاطباً البائع : أريد دبلة لي لو سمحت ، فأحضر لي مجموعة كبيرة أعجبتني أحداها فوجهت كلامي لزوجتي قائلاً ما رأيك؟ فقالت لي : جميلة فسألته عن سعرها قال لي بـــ 250 ريال فقالت لي زوجتي غالية قليلاً، فقلت لها:حقاً !!– والحمد لله أني استطعت وبمعجزة آلهية أن أكبت ضحكاتي وأغطي وجهي بيدي خوفاً من أنفضح أمامها >> قالت أيش قالت غالية.
خرجنا من المحل بعد أن دفعت ثمن الدبلة أو بالأصح الأسوارة، فقالت لي زوجتي: دعنا نذهب لأعلى المجمع أولاً لنقصد أحد المحلات لكي نشتري مقصاً وبعض الأغراض ثم نذهب بعدها لمحل العطور، فقلت لها: حسناً،عندما وصلنا للمحل لم أتجرأ على الدخول خوفاً مما لا تحمد عقباه بل وقفت منتظراً لها خارج المحل.
عندما خرجت زوجتي من المحل وقالت لي: هيا، وكأن الفرج قد أتى وبدون وعي مني، بدئت خطواتي تتسارع وتسابق الريح وهي خلفي تهم الخطى لعلها تلحق بي، ولم أتوقف إلا عندما خرجت من المجمع وركبت سيارتي متناسياً أمر قنينة العطر وتظاهرت أن التعب قد نال مني مبلغاً ولم أعد أقوى حتى على المشي.
لم تعلق زوجتي على ذلك ووافقت على الذهاب إلى البيت، وفي الطريق أخذنا نتجاذب أطراف الحديث، حيث قمت بانتقاد أصحاب محلات الذهب وكيف يستغلون المناسبات الجميلة في بيع دبل غالية جداً للرجال. | |
|