قصص رائعة في المقاومة على الشيطان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله
محمد و آل محمد خيرة الله
يحدثنا تاريخ الشيطان الأسود مع البشر عن الأعداد الهائلة من ضحاياه و الذين سقطوا في شراكه و حبائله و لا تزال المسيرة في تصاعد و تضاعف ، و لكن الأمر ليس كذلك دائما ً .
فهناك من البشر من استطاع بإرادته و تذكره و خوفه من ربه سبحانه و تعالى أن يغير المعادلة التي صنعها الشيطان و التي تقول : بأن الغلبة هي دائما ً للشيطان على الإنسان .
و هذا و ليس بمستحيل و ليس من الصحيح إذن أن نستسلم أو نضعف أمام إغواء الشيطان تحت أي مبرر بل علينا أن نقاوم و نجاهد و نثبت و نستعين بالله و النتيجة بلا شك هي في صالحنا .
و هذه بعض النماذج المشرقة من قصص المقاومة للشيطان اخترتها لكم كي تكون مشعلا ً يضيء الطريق و بلسما ً يقوي الإرادة و مثالا ً يدعو للاقتداء
*...*(( 1 ))*...*
كان أحد أئمة الجماعة مواظبا ً على الحضور إلى المسجد أول الوقت بحيث يلتحق بمحراب الصلاة قبل أن تلتئم صفوف المصلين فلم يكن يشعر بعدد المصلين خلفه و قد كان المسجد يمتلئ عادة بالمصلين خلف هذا الإمام لاطمئنانهم منه و حبهم له لورعه و تقواه .
و ذات يوم صادف أن جاء متأخرا ً قليلا ً عن وقت حضوره المعتاد فما إن دخل المسجد حتى فوجئ بالمكان غاصا ً بالمصلين المنتظرين له .
هناك باشر الشيطان في الوسوسة إليه و إثارة العجب في نفسه .
فجمهور المصلين هنا كثير ، و لا شك أنهم لم يحضروا إلى هذا المسجد و بهذه الكثافة إلا لإعجابهم بي و ما ذلك إلا للميزات الصالحة التي تميزني عن غيري ، و هكذا شرع الشيطان يستثير صفة العجب و الفخر عنده .
فما أن أحس هذا الرجل بما يحيكه الشيطان في نفسه و ما يمكر و يخطط له كي يحبط عمله و يشوب صفة الإخلاص عنده بما تثيره في نفسه حتى اختار الخروج من المسجد و الرجوع إلى الدار و يترك صلاة الجماعة تلك كي يحبط مشروع الشيطان و يفشل خطته .
و هكذا رجع إلى الدار و سلم من كيد الشيطان ، و لما أحس باستقرار نفسه راجع صلاة الجماعة مرة أخرى .
*(( يتبع ))*
*(( نسألكم الدعاء ))*
*...*(( 2 ))*...*

كان ابن سيرين المفسر المعروف للأحلام شابا ً وسيما ً يعمل في بيع الأقمشة فجاءته ذات يوم امرأة حسناء فاشترت منه ما يلزمها من قماش ، و لكنها لاحظت حسن صاحب الدكان فوقع حبه في قلبها و افتتنت به .
ثم فكرت أن تراوده عن نفسه و تدعوه إلى نفسها فطلبت منه أن يحمل لها المتاع إلى الدار و لما وصلت الدار طلبت منه أن يضع المتاع داخل الدار .
فلما دخل أغلقت الدار و أسرعت و تهيأت له في أحسن صورة و أبهى لباس ثم دعته إلى نفسها ، عندما فطن ابن سيرين إلى قصدها و خاف من الوقوع في الخطيئة ففكر بسرعة في كيفية الخلاص من هذا الشرك الشيطاني الخطير فطرأت على ذهنه فكرة فطلب منها إمهاله كي يتنظف و يتهيأ ثم دخل بيت الخلاء .
و هناك لوث ثيابه و جسمه بالنجاسة و القاذورات و خرج إلى المرأة فما إن رأته على هذه الحالة المزعجة حتى فزعت و اشمأزت من منظره و رائحته فسارعت بفتح الباب و طردته .
و هكذا تخلص من هذه الورطة و الفخ الشيطاني بحسن تصرفه و بتذكره و خوفه من الله سبحانه و استعانته به .
و يؤكد بعض العلماء أن ابن سيرين أعطي القدرة على تفسير الأحلام بعد أن ثبت في هذا الموقف و بعدما ظهر من إخلاصه و خوفه من الله سبحانه و تعالى .

*(( يتبع ))*
*(( نسألكم الدعاء ))*