موضوع: الشيطان مع يوسف الصديق ( عليه السلام ) في 3 مواقف الثلاثاء أغسطس 04, 2009 10:45 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله محمد و آل محمد خيرة الله لقد وقعت لنبي الله يوسف عليه السلام حوادث خطيرة في حياته ، و لكنها لم تزلزل من شخصيته و لم تهز نفسيته لأنه كان مرتبطا ً بالله سبحانه ، معتصما ً بقدرته . و كان للشيطان اليد الطولى في تلك الحوادث . و ليس هذا غريبا ً ، إذا أن هدف الشيطان الأول هم المؤمنون الصادقون ، يكيد لهم ، و يحيك لهم خططه ، و ينصب لهم شباكه فلعله يوقعهم . و لكن الله سبحانه ينصر عباده ، و ينقذهم في أحرج اللحظات و أخطر المواقف باتكالهم عليه و لجوئهم إلى حصنه . و هذه نماذج من تلك المواقف التي جربها يوسف الصديق عليه السلام و هو شاب في مقتبل العمر . ....×..(( الموقف الأول ))..×.... قال تعالى وراودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك * قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي * إنه لا يفلح الظالمون ) . موقف حرج و خطير جدا ً ، شابة في مقتبل العمر تمتلك قسطا ً من الجمال و الجاه و السلطة ، و أمامها شاب في أكمل صورة و أحسن هيأة ، اجتمعت فيه قوة الشباب و روعته ، كل ذلك في خلوة و ظروف مهيأة . هنا وجد الشيطان فرصته الذهبية للإيقاع بيوسف ، و هو متيقن أنه لن يفلت من يده هذه المرة . و لم لا ؟ فقد جرب هذا السلاح على كثير من بني آدم و في ظروف أقل ملائمة من هذه الظروف ، و نجح في إيقاعهم في الخطيئة ، و لكن بصيرة يوسف عليه السلام و الرحمة الإلهية التي تداركته مع وجود العصمة لديه كنبي كانت أقوى من فخ إبليس و أكثر إحكاما ً ، و خرج يوسف نقيا ً طاهرا ً لم تلوثه الفاحشة و لم تدنسه الجريمة . و انتصر يوسف عليه السلام و انتصرت الفضيلة ، و خذل الشيطان و خذلت الرذيلة معه و كذلك كل من يتوكل على الله و يطلب منه العون فإنه سميع قريب مجيب ، حتى في مثل هذه الظروف الحرجة .
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم
....×..(( الموقف الثاني ))..×.... قال تعالى و قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ) . استغل الشيطان لحظة غفلة لدى يوسف عليه السلام عن ذكر ربه حين طلب من أحد المساجين معه و الذين سيطلق سراحهم أن يذكره عند الملك فلعله يعفو عنه ، و يطلق سراحه بعد أن طال به المكوث في السجن . فما ذا كانت النتيجة ؟ ما إن خرج ذلك السجين حتى غفل وصية يوسف له و كانت إرادة الله سبحانه من وراء ذلك ، و تضاعفت مدة سجن يوسف سنوات أخر مقابل هذه الغفلة المخالفة للأولى بيوسف عليه السلام . فعن النبي صلى الله عليه و آله و سلم :عجبت من أخي يوسف عليه السلام كيف استغاث بالمخلوق دون الخالق ؟ و عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : جاء جبرئيل فقال : يا يوسف من جعلك أحسن الناس ؟ قال : ربي ، قال : من حببك إلى أبيك دون إخوتك ؟ قال : ربي ، قال : فمن صرف عنك كيد النسوة ؟ قال : ربي ، قال : فإن ربك يقول : ما دعاك إلى أن تنزل حاجتك بمخلوق دوني ؟ البث في السجن بما قلت بضع سنين .
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم
...×..(( الموقف الثالث ))..×... قال تعالى : ( و رفع أبويه على العرش و خروا له سجدا ً و قال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربي حقا ً * و قد أحسن بي إذ أخرجني من السجن و جاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني و بين إخوتي إن ربي لطيف بما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) . حظي يوسف عليه السلام و أخ له لأمه من والدهما يعقوب عليه السلام بحب خاص دون إخوتهما مما أشعل نار الغيرة و الحسد في قلوبهم على أخويهم . و كان دور الشيطان هنا هو صب الزيت على النار حيث نزع بين الأخوة و وسوس لهم بفكرة قتل يوسف أو التخلص منه بإلقائه بعيدا ً في الصحراء كي يتيه فيها إلى الأبد ، فيخلوا لهم الجو ، و يصفو لهم حب والدهم في غياب منافسهم الأول يوسف عليه السلام . قال تعالى : ( قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين أقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا ً يخل لكم وجه أبيكم و تكونوا من بعده قوما ً صالحين ) . هكذا نفث الشيطان في روعهم و زين لهم خطة التخلص من يوسف عليه السلام فنفذوها ، و ألقوا بيوسف في البئر ، و بدأت مرحلة التشرد و الغربة و الحزن العميق في حياة يوسف و والده يعقوب الذي اشتد عليه الحزن لفراق ولده ، حتى أبيضت عيناه و أخذ منه الإشفاق كل مأخذ . هكذا فعلت أصابع الشيطان حينما عبثت بمصير هذه العائلة الشريفة ، فشغلهم بأمور شخصية صغيرة عن القيام بأدوار أكبر و أهم في خدمة الرسالة و هم من أبناء الأنبياء