Admin Admin
عدد المساهمات : 609 تاريخ التسجيل : 08/07/2009
| موضوع: الدعاء شروط وآداب-2_ الثلاثاء أغسطس 04, 2009 10:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الدعاء شروط وآداب_2_
الدعاء للأخرين بظهر الغيب
حينما تضرع إلى الله بالدعاء لغيرك من الناس, لمن أحببت, ومن صاحبت, ومن آخيت, ومن عرفت, ومن لم تعرف, حينما تدعو لهؤلاء جميعا فإنك بهذا تتنازل عن أنانيتك المتطلعة لحب الخير لذاتها فحسب!, وتنسحب من ذاتيتك كفرد, إلى وجودك كجزء من آخرين يشاركونك الرغبة, والتطلع للخير بكل معانيه. ونقرأ في الدعاء أبي حمزة الثـــــــــــــمالي جانبا من تأكيد الإمام زين العابدين_عليه السلام_ على الشعور بالأخر وحقه بالدعاء: "اللهم اغفر لي ولدالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا اجزهما بالإحسان إحسانا, وبالسيئات غفرانا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات, وتابع بيننا وبينهم بالخيرات اللهم اغفر لحينا, وميتنا وشاهدنا, وغائبنا ذكرنا و أنثانا صغيرنا و كبيرنا حرنا ومملوكنا"
عندما تدعو لغيرك فأنت تعلن شعورك بالآخرين, ورغباتهم, وآمالهم, وأحزانهم, وآلامهم, تألم لأجلهم كما تألم لنفسك, "وتحب لهم ماتحب لنفسك, وتكره لهم ما تكره لها" وحينيما بالرفعة والكرامة, فأنت تدلل على تطلعاتك الكبيرة, وهمومك الرسالية الخارجة من أسر الذات, إلى انطلاقها نحو الهموم البعيدة , والتطلعات الممتدة.
الدعاء للآخرين دليل محبة, وكلما كان الإلحاح لهم بالدعاء أشد دل ذلك على أهمية المدعو له لدى الداعي ومكانته. عندما لأخيك بظهر الغيب فأنت تقول: إني أحب هذا الإنسان, وأتمنى له السعادة, والخير, فلا تحرمه يارب من كرمك وفضلك. وكلما تعمق إحساس الإنسان بغيره تعمقت إنسانيته. وحينما تدعو للآخرين بظهر الغيب حيث لا يعلم بك إلا من رفعت له يديك بالدعاء فأنت تلمح إلى إخلاصك لهم, بل تكرار ذلك يؤكد حالة الإخلاص لله في عبادتك وللناس في معالتك. بهذة المطيات التربوية وغيرها نلاحظ النصوص الإسلامية تؤكد على لإخواننا المؤمنين بظهر الغيب. فقد ورد" فيما أوحى الله لموسى _عليه السلام_" ادعني على لسان لم تعصني به. فقال: أنى لي بذلك!! فقال :ادعني على لسان غيرك" و وردعن الأمام الباقر_عليه السلام_" أسرع الدعاء نجحا للإجابة دعاء الأخ لأخيه, يبدأ بالدعاء لأخيه فيقول له ملك موكل به: آمين , ولك مثلاه" وقد ورد أن الصديقة الزهراء_عليها السلام_ كانت تقف بين يدي ربها في جوف الليل, لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض, تدعو لشيعتها, ومحبيها, وجيرانها, يناديها أبنها المجتبى: أماه هلا دعوت لنفسك؟ تجيبه : بني الجار ثم الدار" كما ينقل لنا التاريخ بأنها كانت في حالة دعاء وضراعة إلى الله لمحبيها وشيعتها_لغيرها_في آخر ساعة من ساعة حياتها الشريفة, ويزخر التاريخ بالكثير من الشواهد بدعاء المعصومين_عليهم السلام_وأتباعهم لغيرهم من الناس. كما نلاحظ ذلك في العديد من الأدعية المتضمنة لهذا المطلب. ففي الصحيفة السجادية نجد أدعية مستقلة تصب في هذا الرافد كالدعاء للوالدين, والدعاء للأولاد, وللجيران, ولأاهل الثغور, ولعامة المؤمنين والمسلمين.
| |
|